 
        في تطور غير مسبوق، أعلنت السلطات العسكرية في باماكو حل حركة غاتيا (GATIA) بشكل رسمي، وحظرت رفع علمها أو استخدام اسمها في أي موقع عسكري أو منطقة نفوذ سابق للحركة في أزواد، في خطوة تشير إلى نهاية التحالف الذي دام لسنوات بين الحركة والجيش المالي.
وأكد رئيس أركان غاتيا، سيدي غالي، في تسجيل صوتي تم تداوله اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025 عبر تطبيق واتساب، أن المجلس العسكري أبلغه بعدم الاعتراف بالحركة كجماعة مسلحة، بل وصل الأمر – بحسب قوله – إلى وصف عناصرها بأنهم “أكثر خطورة من القاعدة”، في إشارة إلى نية السلطات التعامل معهم بحزم في حال مخالفتهم قانون الحل أو احتفاظهم بالسلاح.
وأوضح سيدي غالي أن الجيش المالي (FAMa) والفيلق الإفريقي (Africa Corps) أصبحا الجهتين الوحيدتين المصرح لهما بحمل السلاح من الآن فصاعدًا، خصوصًا في المناطق الواقعة بين انتهقا وغاو، ما يعني عمليًا أن أي تشكيل مسلح خارج إطار الجيش والفيلق سيُعتبر خارجًا عن القانون.
كانت حركة غاتيا، التي توصف بأنها موالية للمجلس العسكري في باماكو، تسيطر منذ سنوات على منجم انتهقا الغني بالذهب، وكانت تفرض ضرائب على المنقبين والمسافرين القادمين إلى المنطقة. غير أن الجيش المالي قرر مؤخرًا استعادة السيطرة على المنجم وتسليمه إلى شركة SOREM الحكومية للتنقيب، ما أدى إلى تصاعد الخلاف مع القيادات الميدانية التابعة للجنرال الهجي غامو، وانتهى بقرار حل الحركة نهائيًا.
تاريخيًا، تأسست غاتيا في 3 أغسطس 2014 كحركة محلية للدفاع الذاتي تعمل تحت إشراف الجيش المالي، لكنها عانت لاحقًا من انقسامات داخلية حادة أدت إلى تعدد أجنحتها. فبينما انضمت فروع كبرى مثل جناحي فهد أغ المحمود وخبلا أغ حمزة إلى النضال الأزوادي ضمن جبهة تحرير أزواد، بقي فرع الهجي غامو على ولائه للسلطات في باماكو.
وتؤكد مصادر ميدانية في أزواد إلى أن ملشيات غاتيا لم تعد موجودة فعليًا كقوة مستقلة داخل أزواد بعد إنضمام 90% منها الى جبهة تحرير أزواد، وأن فرعها الموالي لمالي تم دمجه بالكامل في الجيش المالي، فيما يُنظر إلى استمرار استخدامها في الخطاب الرسمي كبطاقة سياسية تسعى باماكو من خلالها إلى خلق توازنات داخلية وضمان بقاء التوترات القبلية في الإقليم.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة، رغم أنها تعزز قبضة الدولة على مناطق التعدين في أزواد، إلا أنها قد تدفع المكونات الأزاودية إلى مزيد من التقارب داخل إطار موحد، خصوصًا مع تصاعد التنسيق بين فصائل جبهة تحرير أزواد التي تضم أبرز قادة غاتيا السابقين، وقد تسهم في انضمامات جديدة في صفوف الجبهة الأزوادية.

 
         
         
         
         
        